بناء ملجأ للكلاب والقطط الضالة بأگادير ،الأولويات المقلوبة في ظل معاناة المواطن

44

عبد العظيم عياد // بلاد تي ڤي

في الوقت الذي تتزايد فيه معاناة سكان المناطق المتضررة من الزلزال في الحوز، والفيضانات في طاطا، نجد أن المجلس الجماعي لأكادير يتجه نحو بناء ملجأ للكلاب والقطط الضالة. هذا المشروع الذي قد يبدو للبعض ضرورياً للحفاظ على صحة البيئة وضبط الأوضاع الأمنية في المدينة، يُثير جدلاً واسعاً حول أولويات السلطات المحلية والحكومة المغربية بشكل عام.

في الحوز، ما يزال العديد من المواطنين الذين دمرت منازلهم جراء الزلزال يبيتون في العراء، دون أدنى وسائل الراحة أو الرعاية الصحية. الأمر لا يقتصر على الحوز، بل تمتد الأزمة إلى طاطا، حيث أجبرت الفيضانات العائلات على ترك منازلهم، ما جعلهم يعانون في ظروف معيشية قاسية لا تليق بالإنسان.

 

في ظل هذا الواقع، يُطرح التساؤل: كيف يمكن لمجلس جماعي أن يخصص ميزانيات ضخمة لبناء ملجأ للحيوانات في وقت يحتاج فيه المواطنون إلى سكن كريم؟ أليس من الأولى توجيه هذه الأموال إلى تحسين ظروف العيش لسكان المناطق المتضررة؟ يبدو أن السلطات المحلية قد غابت عنها البوصلة في ترتيب الأولويات، حيث يتزايد الاستياء الشعبي بسبب تركيز الجهود على مشروعات تعتبر ثانوية مقارنة بالأزمات الإنسانية التي تعاني منها مناطق عدة في المغرب.

وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال معاناة أطفال الشوارع في أكادير والمدن الأخرى، الذين يفتقرون إلى الرعاية الصحية والتعليم والأساسيات الضرورية للحياة الكريمة. الأطفال الذين تركوا لمواجهة مصيرهم في الشوارع باتوا عرضة للأمراض والانحراف، في حين تُهدر الأموال على ملجأ للحيوانات.

 

إن هذا الواقع يعكس ضعف التخطيط الحكومي وقصورًا في الرؤية التنموية المتوازنة. لا يمكن إنكار أهمية رعاية الحيوانات الضالة، لكن هل يتوجب أن يكون ذلك على حساب معاناة البشر؟ المجلس الجماعي بأكادير والحكومة المغربية مُطالبان بإعادة النظر في ترتيب الأولويات، وتوجيه الجهود والموارد نحو حل مشاكل المواطنين أولاً، خاصة في ظل الكوارث الطبيعية التي شهدتها البلاد مؤخرًا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.