هل انتهى دور الدراق ام ان غيابه عن مسيرة طنجة في فاتح ماي 2025 له تفسير آخر؟؟؟

0

في الوقت الذي كانت فيه شوارع طنجة تحتضن المسيرة الجهوية الحاشدة التي نظمتها الفيدرالية الجهوية للشغل، غاب حميد الدراق، البرلماني عن إقليم تطوان والمنسق الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عن المشهد… لكن الغريب في الأمر أن غيابه لم يُثر الانتباه، ولم يُطرح كتساؤل في الميدان، ولم يُخلّف فراغًا يُذكر.

 

المسيرة مضت بقوتها التنظيمية، وبزخمها النضالي، وبحضور نقابي وسياسي وازن من مختلف الأقاليم، دون أن يشعر أحد بأن غياب منسق الاتحاد الاشتراكي بتطوان شكّل فرقًا. هذا الواقع يُسائل بشكل مباشر مدى تأثير الرجل داخل الحزب محليًا وإقليميًا، وحضوره في الذاكرة النضالية للاتحاديين والفيدراليين.

 

وما زاد من الإحساس بانعدام التأثير، أن الدراق لم يُكلّف نفسه حتى مشاركة صور أو تعليق حول المسيرة على صفحته الرسمية بفيسبوك، مكتفيًا بنشر نشاط آخر للكاتب الأول للحزب، إدريس لشكر، في ما بدا كابتعاد تام عن نبض القواعد والهمّ النقابي المحلي.

 

العديد من المتابعين رأوا في هذا الغياب “الصامت” دليلاً على أن الرجل لم يعد يشكّل قيمة مضافة داخل المشهد الحزبي والنقابي بالإقليم، بل إن غيابه، وإن كان لافتًا على الورق، لم يُسجَّل كخسارة في الميدان، ما يُعزز فرضية أن وجوده أو غيابه سيّان.

وبينما تواصلت المسيرة بنجاح، وبرزت خلالها وجوه تنظيمية جديدة وأكثر تفاعلًا، بدا وكأن الزمن تجاوز أدوارًا حزبية قديمة كانت تعتمد على المواقع الشكلية أكثر من الفعل النضالي.

 

ويجدر التذكير أن حميد الدراق لم يُنتخب من طرف القواعد الحزبية كمنسق إقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي بتطوان، بل تم تعيينه مباشرة من طرف الكاتب الأول للحزب، إدريس لشكر، في وقت ما زال فيه المؤتمر الإقليمي للحزب معلقًا منذ أكثر من سنة، رغم انطلاق أشغال لجنته التحضيرية التي يرأسها هو نفسه.

 

أما على المستوى البرلماني، فقد جاء وصوله إلى البرلمان إثر الوفاة المفاجئة للبرلماني محمد الملاحي، ما يعني أن حضوره السياسي الحالي لم ينبثق من دينامية انتخابية حزبية تقليدية، بل جاء في سياق استثنائي فرضته الظروف.

 

فهل وصل حميد الدراق إلى مرحلة “الظل السياسي”؟ وهل يُعيد الحزب حساباته في تطوان بعدما بات المنسق الحالي “لا يُحرّك ساكنًا”؟

 

القادم كفيل بكشف الخيوط… لكن الواضح أن الساحة لم تنتبه لغيابه، وربما لم تعد تنتظره.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.