التصالح بعد الصراع فضيله في خدمه الوطن 

3

تتركز اهميه موضوع الصراع في ان تحقيق السلم بشقيه الداخلي والخارجي اصبح ضرورة ملحة لتحقيق اهداف التنمية الشاملة.اذ يعد الاساس في الانتقال الديمقراطي الناجح ، بل اكثر من ذلك بناء نهضة الامم و تقدمها على اسس وركائز متينة شاملة ، ومن هنا نلاحظ انه من المحال تصور وطن ما في نزاع مع ذاته يستطيع التعايش بسلام مع مكوناته وبالاحرى مع غيره . وقد اشار ابن خلدون الى ان الاوطان الكثيرة العصائب قل ان يستحكم فيها دولة ، من هنا يجب الاعتراف باهمية الدراسة في دول العالم المتخلف و من بينها العالم العربي الذي يشهد واقعا تنمويا متازما لا يتماشى وطموحات الشعوب وغير منسجم معها وثراتها العريق.

لقد نلاحظ في الاونه الاخيرة احتدام الصراع بين بعض مكونات الشعب المغربي التي يضع المغرب عليها آماله في تقويه الجبهه الداخليه للعمل على النهوض بالتنميه البشريه والتصدي لاعداء الوحده الترابيه الا انه للاسف صرنا نصبح ونمسي على صراعات لا جدوى منها ، الى حين ان بعضهم اصبح لا يحترم نفسه ولا يحترم وطنه ولا يراعي للمقدسات، ونسوا انهم يمثلون وجه الشعب المغربي وحرمته . انه بعد ما كنا نعيش مواضيع التفاهه في السوشيال ميديا ونتتصدى لها ولا نتمنى ان نصل هذا النمط من غير الثقافة العلمية والسياسة الهادفة التي تعالج التخلف والسمو الى الرقي والتقدم اصبحنا نعيش بدلها النعت بالاوصاف القبيحه والكلام النابي وغيرها من الاوصاف والنعوت التي يستحيي العاقل التلفظ بها. للاسف انهم يعتبرون أنفسهم مثقفون واعون ومن النخبة التي يعول عليها.وهنا نطرح اكثر من سؤال ماذا سيجني المغرب من هذا الصراع ؟؟ انه اصبح غير اخلاقي علما ان الاختلاف لا يفسد للود قضيه . لكن اصبح العكس.

المغرب الان في حاجه الى نخب ومؤسسات تحترم نفسها وتقوم بواجبها بل اكثر من هذا تقوية الجبهة الداخلية و ذلك بالتصالح فيما بينها صحافه وحكومه وشعبا ورجال دين ومؤثرين احتراما لتراثنا العريق ومؤسساتنا تحت شعارنا الخالد الله الوطن الملك.

ومن هذا المنطلق وفي هذا السياق لابد ان اتطرق على سبيل المثال الى بعض العظماء الذين خلدوا انفسهم وكتبوا التاريخ بمداد من ذهب من بينهم المرحوم الملك الحسن الثاني طيب الله تراه . ورئيس جنوب افريقيا السيد ويلسون مانديلا. والملهب بن ابي صفرة الشخصية الإسلامية العظيمة.

قال ويلسن مندلا في مذكراته:” بعد ان اصبحت رئيسا قمت بدعوه رفيقي لتناول الغذاء في احد المطاعم ،جلسنا وسال كل واحد منا ماذا يريد عن الطاولةه التي امامنا، كان هناك رجل ينتظر ان يخدم عندما اخدموه طلبت من احد جنودي ان يذهب ويطلب من ذلك الرجل ان ينضم الينا. ذهب الجندي واعطاه دعوتي نهض الرجل واخذ طبقه وجلس بجانبي واثناء الاكل كانت يده ترتعشان باستمرار ولا يرفع راسه عن الطعام وعندما انتهينا رحب بي دون ان ينظر الي صافحته وغادر قال لي الجندي: مانديلا لابد ان الرجل كان مريضا جدا لان يديه لم تتوقف عن الارتعاش اثناء تناول الطعام . لا لا بالتاكيد سبب رعشته هو اخر فقلت له: ان ذلك الرجل كان صاحب السجن الذي كنت فيه بعد ان عذبني صرخت وبكيت طالبا بعض الماء وجاء واهانني وضحك علي وبدلا من ان يعطيني الماء بال على راسي انه ليس مريضا وكان يخشى ان ارسله لوصفي رئيسا لجنوب افريقيا الان الى السجن وافعل به ما فعل بي ولكني لست كذلك فهذا السلوك ليس من شخصي ولا من اخلاقي ، العقول التي تسعى الى الانتقام تهدم الدول والعقول التي تسعى الى المصالحه تبني الامم ،عندما خرجت من باب حريتي ادركت اني اذا لم اترك كل الغضب والكراهيه والاستياء سوف اظل سجينا .”

 

المغرب كذلك في عهد المرحوم الملك الحسن الثاني طيب الله تراه خلق نموذجا من المصالحة كان رائدا على المستوى العالمي ـ هيئة الانصاف والمصالحه ـ و تم جبر الخواطر والتصالح مع الماضي . طبعا لبناء مغرب جديد في مستوى دول العالم وحتى نحدو حدو عظماء الحريه والتصالح علينا ان نتجنب الصراع بين مكونات المجتمع التي تعد هي الدعامة التي يمكن ان يبنى عليها المستقبل ونجعل فيها امالنا لتحقيق انتقال ديمقراطي سليم ، وبناء مغرب غد افضل اقتداء باسلافنا واحتراما لهم وان نقوي الجبهه الداخليه لتنميه وطننا ومواجهه اعداء وحدتنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.