ندوة وطنية بالرباط تفتح نقاشا حول إدماج الشباب في سوق الشغل
في إطار تخليد الذكرى التاسعة والستين لتأسيس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة، نظم المكتب الجهوي لجهة الرباط سلا القنيطرة ندوة وطنية حملت عنوان: “البرامج الحكومية والتشغيل.. أية فعالية في إدماج الشباب؟”، وذلك وفاء لرسالة الجمعية في الدفاع عن قضايا الشباب وترجمتها إلى نقاش عمومي مسؤول.
شهدت الندوة حضورا وازنا لنخبة من الفاعلين والخبراء، الذين أثروا النقاش بمداخلات علمية وتحليلية رصينة. من بينهم الدكتور هشام صابري، كاتب الدولة لدى وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل، الذي قدم قراءة شاملة لواقع سوق الشغل، مستعرضا تحدياته البنيوية وسبل تجاوزه عبر السياسات العمومية الجارية. وقد شدد على التزام الحكومة بتنفيذ خارطة الطريق للتشغيل 2025، مشيرا إلى رصد 12 مليار درهم لدعم المقاولات الصغرى والمتوسطة، وتطوير السياسات النشيطة للتشغيل، مع التركيز على حماية مناصب الشغل في الوسط القروي.
السيد محمد كليوين، رئيس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة، أكد في كلمته أن الجمعية ظلت طيلة عقود صوتا مدنيا حرا ومدافعا عن طموحات الشباب، وأن هذه الندوة تندرج ضمن مسار نضالي مستمر، يهدف إلى إعادة الثقة بين الشباب والمؤسسات من خلال إشراكهم في النقاش العمومي حول قضاياهم الأساسية، وعلى رأسها الحق في الشغل الكريم والمواطنة الفاعلة.
ومن جهته، قدم الدكتور محمد طارق، الأستاذ الجامعي بجامعة محمد الخامس وخبير قانون الشغل، تشخيصا دقيقا للإطار القانوني المنظم للتشغيل، مشيرا إلى الحاجة إلى تجويد الترسانة التشريعية المرتبطة بالإدماج المهني، وضمان عدالة مهنية تشمل كل الفئات، خاصة في ظل ما يشهده سوق الشغل من تحولات متسارعة وتحديات مرتبطة بالرقمنة والهشاشة.
هذا وقد أدارت الإعلامية نبيلة كوميمي أطوار النقاش بحرفية عالية، ما ساعد على إبراز أصوات الشباب وتوجيه الحوار بشكل متوازن. وقد تميزت تدخلات المشاركين من الشباب بالعمق والجدية، حيث طرحوا تساؤلات دقيقة واقتراحات عملية مستندة إلى معطيات ميدانية وتجارب شخصية، ما أضفى على الندوة طابعا تفاعليا حيويا.
والجدير بالذكر أن الندوة بجملة من التوصيات، من بينها ضرورة التنسيق بين مختلف الفاعلين لتطوير برامج الإدماج، وتثمين مبادرات المجتمع المدني، وتعزيز فرص التكوين الملائمة لمتطلبات السوق، مع إعمال مقاربة ترابية تراعي خصوصيات الجهات والمجالات القروية.