بقلم الدكتور شنوان الحسين//
مع مرور الوقت يتضح ان الموقف المغربي الرسمي من الصراع في الشرق الاوسط هو الاكثر اتزانا وعقلانية من خلال:
– استقلالية قراره السياسي بعيدا ن غوغاء العاطفة والعاطفيين;
– القطع من مطامح ايران في جعل قرارات جميع الدول “العربية والاسلامية” رهينة في يدها من خلال عملائها من السنة والشيعة في فلسطين ولبنان واليمن تفرض عليهم الحرب كأمر واقع متى ارادت وتوقف حدة الصراع متى دخلت في مفاوضات مع الغرب “الشيطان الاكبر” بخصوص مصالحها و الذي تعلمه مسبقا بجميع خطواتها الميدانية;
– مساندة السلطة الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني بإعتراف المنتظم الدولي في قرارها المستقل متى اعلنت الحرب ومتى جنحت الى المفاوضات;
– مساعدة الشعب الفلسطيني في قوته اليومي وفي جميع احتياجاته من التطبيب في افق ان تظهر قوى شعبية فلسطينية وطنية حقيقية تريد مصلحة هذا الشعب المقهور في التحرر وفي العيش في سلام مع جميع الفرقاء الفلسطينيين قبل الاسرائليين ;
– النأي بنفسها من جميع الصراعات البينية التي نخرت وتنخر وحدة فلسطين كشعب وكأرض والذي مزقته الحركات المتصارعة اكثر مما مزقته اسرائيل;
– عدم الانجرار والتسرع في تصنيف حركة حماس منظمة ارهابية وفي نفس الوقت عدم مساندتها في خطواتها التي كان من المفروض ان تحسبها دون الاتكال على الدول الاخرى ما دامت تعمل بالسرية وتخطط من الخنادق بتنسيق مع حزب الله وايران;
– السماح لزعماء “المقاومة الفلسطينية” بزيارة المغرب وحتى الحضور وتأطير ندوات فكرية ونضالية داخل اراضيه علما ان هؤولاء غالبا ما يخاطبون المغاربة من دون احترام ويدعونهم الى التمرد ويعتبرونهم رهائن لقضيتهم من دون احترام لمؤسسات البلاد ولا تنوعاته البشرية والثقافية وهو ما يعتبر في علم السياسة خلق الاصطفافات في صفوف نفس الشعب فلولا لطف الله وسلمية المغاربة وقوة مؤسسات البلاد لخلقوا فوضى مثل التي تركتها “حركة المقاومة الفلسطينية” في لبنان والتي نخرت نسيجه المجتمعي الى يومنا هذا بإسم الطائفية;
– التعامل مع اليهود المغاربة كمواطنين مغاربة مغتربين تتقاطع مصالح الدولة معهم متى التزمو بتوابث المغرب وتتعارض معهم متى اصطفو في صراعات خارجية كمنظمات منظمة لها مرجعيات ايديولوجية دينية اقصائية او متى جعلوا مصالح بلد الاقامة اولى من مصالح بلدهم الام;
– قرار المغرب هو قرار امة تاريخية موحدة ومستقلة لم تسطيع قوى العمالة والاصطفاف الطائفي خلخلته بل زادته إيمان بالمشروع النهضوي المغربي;
– التضامن انسانيا مع كل المضطهدين من الشعبين الذين لا مشاريع تخريبية لهم الا السعي الى العيش في سلام على رقعة ارضية شاءت الاقدار ان تقدف بهم في بؤرة الصراع;
– ما تحاول ايران وقواها العميلة فعله هو خوصصة القرار السياسي بخصوص فلسطين ورهنه لديها لكي يخدم اطماعها التاريخية في معاداة من تسميهم ” بخاطفي الولاية” في اشارة الى جميع الانظمة التي نشأت في الشرق الاوسط بل وتكفير شعوبها لأنهم احفاذ الملعونين من صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم;
– ما يهم الفرس هو الوصول الى الحكم إحياء للإمبراطورية بلاد فارس التي يقتسم المصالح مع الامبراطورية الرمانية في هذا العصر ” الغرب” كأسطورة بمقولة ” العرب اجلاف والبربر والكورد عملاء لروما القديمة” والصين ليست ولن تكون حليف لهم لأنها عدو تاريخي والعالم في مخيالهم مؤسس على ثنائية بلاد فارس وبلاد الروم وما دونهم تابعين لأحد الحلفين وهنا تتقاطع ايديولوجيتهم مع ايديولوجية بلاد الكفر وبلاد الايمان المؤسسة للداعشية (الكفر والايمان هنا ليسا مرتبطين بعقيدة دينية بل بتصور سياسي لطبيعة الحكم).